الدين تحت مجهر العلم

الدين تحت مجهر العلم

Translate

الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

ساتحدث في هذه المقالة عن امر لطالما سمعنا به و ملأ شيوخ الاسلام قنواتنا الفضائية حديثا عنه و كل يوم تباع الاف الكتب ترويجا للدجل و الجهل من قبلهم هذا الامر المهم هو “الاعجاز العلمي في القران” و سيكون المقال تحت عنوان “نماذج في زيف الاعجاز العلمي في القران” و ساحاول في هذه المقالة استعراض بعض النماذج المهمة التي يدعي تجار الاعجاز العلمي ان فيها اعجازا علميا محاولين تحميل القران ما لا يحتمل و تفسيره ليناسب كذبهم فيجمعوا بهذا الكذب اموالا طائلة بينما تبتعد امتنا عن العلم و الاكتشافات العلمية اكثر و اكثر مع كل ادعاء باعجاز علمي جديد يدعيه تجار الاعجاز و بينما نحن نبحث عن معجزات في الكتب العتيقة يصنع الغرب المعجزات العلمية الحقة و يكتشف و يبعث رحلات الى الفضاء.
في الواقع ان تجار الاعجاز العلمي يلجأون الى اساليب عديدة عندما يدعون اعجازا علميا في اية معينة فهم على الاغلب يجتزؤون الاية من سياقها في السورة التي وردت فيها ثم يجتزؤون الاية من سياقها القراني متناسين علاقة هذه الاية مع بقية الايات اي سبب نزولها و تكون الاية خطأ علميا اصلا حيث ان القران لم ينقل لنا الا الخرافات و الاعتقادات عن العلم الواردة في عصره و يحاول مدعوا الاعجاز ان يوهموا الناس انه لا توجد حضارات سبقت مجيء محمد و كتابة القران !!!!! غير اننا سنرى في هذه المقالة ان بعض هذه الاعتقادات عن العلم التي تسمى “اعجازات” زورا قد ورد ذكرها قبل الاف السنين في حضارات عديدة سابقة كالحضارة الاغريقية و الحضارة البابلية و هذه الفترة الطويلة من الزمن كفيلة بجعل هذه الاعتقادات تصل الى شبه الجزيرة العربية عن طريق التجارة مثلا او عن طريق الاشخاص المثقفين حسب زمانهم كالنضر بن الحارث الذي كان مطلعا على ثقافة الفرس ( و هذا له قصة طويلة و صراع مع محمد انتهى بقتل النضر في غزوة بدر بعد ان كان اسيرا فقتله محمد دون سائر الاسرى !!! لكنها لا تهم موضوع المقال فلن اذكرها )
سوف ابدأ بسرد بعض النماذج التي يدعي تجار الاعجاز وجود اعجاز علمي فيها و لكنني لن اركز في تفنيدها على راي العلم فيها الا في معلومات علمية واضحة جدا كوني لا اتحدث عن العلم الا في تخصصي و لست كزغلول النجار مثلا الذي يتحث عن الاعجاز العلمي في الجنين مع انه درس الجيلوجيا !!!! ساترك التحدث عن العلم لاهل الاختصاص
و حيث ان تجارة الوهم في المجتمعات المتخلفة تجارة رابحة جدا فنحن نرى اليوم المئات من الادعاءات باعجاز علمي و العشرات و ربما المئات من الاشخاص الذين يتسابقون في نشر الجهل و تشويه العلم بخرافاتهم و يجنون الاموال الطائلة من وراء ذلك و لكثرة الادعاء في وجود اعجازات علمية فلن تكفي بحور من المقالات في الرد عليها و من الصعب الالمام في الرد على جميعها و نظرا لهذا سوف اكتفي بايراد اكثرها شهرة.
ورد في القران “أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون” –سورة الانبياء اية 30- و يتسابق اليوم تجار الاعجاز العلمي في القول ان هذه الاية تحكي عن الانفجار العظيم فهل هذا صحيح ؟ اولا فلنلاحظ ان الضمير “هما” يعود على السموات و الارض اي انهما حسب قول القران كانتا معا متصلتين ففصلهما الله و لكن العلم يخبرنا اليوم ان عمر الكون حوالي 13 مليار سنة بينما عمر الارض 4.5 مليار سنة تقريبا اي انه يوجد فترة تقدر حوالي ب 8 مليار سنة بين تكون الارض بعد الانفجار العظيم و تكون الكون !!! و الان دعونا نلقي نظرة على الاحاديث المرتبطة بهذه الاية و المرتبطة باول الاشياء خلقا حسب الاسلام حيث روى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض” و في رواية لم يكن شيء قبله قال ابن حجر : وفي رواية غير البخاري: و لم يكن شيء معه . و في حديث قدسي اخر ورد ما يلي “حَدَّثَنِي وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الأَسَدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : ” أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ الْقَلَمُ ، فَقَالَ لَهُ : اكْتُبْ ، فَقَالَ : وَمَا أَكْتُبُ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : اكْتُبِ الْقَدَرَ ، قَالَ : فَجَرَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ، ثُمَّ رَفَعَ بُخَارَ الْمَاءِ فَفَتَقَ مِنْهُ السَّمَوَاتِ . حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ .
لاحظ معي هنا عزيزي القارىء العبارة الواردة في الحديث “ثم رفع بخار الماء ففتق منه السماوات ” اي ان بخار الماء كان موجودا قبل خلق السماوات !!!!!!!!!!!!!!! ان احاديث كهذه من شانها ان تنسف الادعاء بوجود اعجاز علمي في هذه الاية نسفا لان العلم يخبرنا اليوم ان ذرات الهيدروجين و الاكسجين المكونة للماء جاءت بعد الانفجار العظيم بمئات الالف من السنين !!! هذا ما قصدته حينما قلت ان مدعي الاعجاز يجتزؤون النص من سياقه القراني و من الاحاديث المرتبطة به و يفسرونه على هواهم و يحاولون ان يحملوا القران ما لا يحتمل ليحصدوا الاموال من وراء نشر الجهل مستغلين عاطفة من يستعمهم و حب من يستمعهم لدينه في تصديقهم
و الان دعونا نعرف من اين اتى القران بالاية السابق ذكرها حيث ورد ذكر ما يشبه هذه الاية في العهد القديم في سفر التكوين حيث جاء فيه” 1 في البدء خلق الله السموات والارض. 2 وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه. 3 وقال الله ليكن نور فكان نور. 4 وراى الله النور انه حسن.وفصل الله بين النور والظلمة. 5 ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا.وكان مساء وكان صباح يوما واحدا 6 وقال الله ليكن جلد في وسط المياه.وليكن فاصلا بين مياه ومياه. 7 فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد.وكان كذلك. 8 ودعا الله الجلد سماء.وكان مساء وكان صباح يوما ثانيا ” في تشابه واضح بين هذا الكلام و ما ورد في القران و لكن من اين نبعت هذه القصة من الاساس ؟ لقد نشات قصة الخلق التوراتية في الاساس من قصة التكوين البابلية “الانوما ايليش ” و التي اخذ منها اليهود و وضعوها في كتابهم المقدس بعد السبي البابلي حيث نقرا في قصة الخلق البابلية الاتي
” عندما في الأعالي لم يكن هناك سماء وفي الأسفل لم يكن هناك أرض.لم يكن في الوجود سوى المياه الأولى ممثلة في 3 آلهة ابسو و تعامة و ممو فـ أبسو هو هو الماء العذب وتعامة زوجته كانت الماء المالح أما ممو فهو الأمواج المتلاطمة الناشئة عن المياه الأولى او الضباب ” و تستمر القصة حتى نقرا الاتي “عاد مردوخ إلى جثة تعامة يتأملها ثم أمسك بها وشقها شقين ، رفع النصف الأول فصار سماء وسوى النصف الثاني فصار أرضا” في توافق مع قصة الخلق التوراتية و القرانية فقول القران كانتا رتقا ففتقناهما يتوافق مع ما قام به مردوخ !!! اذن فالقران اخذ هذه الاية من الاساطير السابقة !!! و الاعجاز العلمي مجرد كذبة انما الصحيح هو ان القران في فضيحية علمية و تاريخية كبيرة
و في ما يلي النص الكامل لملحمة الانوما ايليش كما ورد في كتاب “مغامرة العقل الاولى ” للكاتب الرائع فراس السواح
http://dreamsway.ahlamontada.net/t3208-topic

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق