الدين تحت مجهر العلم

الدين تحت مجهر العلم

Translate

الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

تطور مفهوم الجحيم المسيحي 2






الحقيقة ، ما لا يعرفه الناس إِنَّ هُناك قراءة غير واضحة لمفهوم العقاب الأخروي في الكتاب المقدس ، وما لا يعرفه الناس أَيضاً إِن الصرح الجهنمي الضخم قد وضع من قبل الكنيسة والرهبان، أَما النصوص فلا يوجد فيها نص واضح عن شكل الدينونة حتى من قِبَل فيلسوف ورسول الأُمم ( بولس الرسول ) ، يقول جورج بنوا :(( تأتي المفاجئة الأولى ، لدى قراءة العهد الجديد ، ومن الندرة النادرة لذكر موضوع الجحيم الذي لا يشغل ظاهرياً سوى مكان ثانوي في تعاليمه الأَساسية . وإِذا أَخذنا النصوص تبعاً لزمن تأليفها ، علينا أَن نبدأ برسائل بولس ، لأَنها حُرِرَت سنة 50 و63 ، في حين أَنَّ الأَناجيل الأولى لم تُدَون إِلا إِبتدائاً من سنة 70 . وأن كلمة جحيم لم تظهر إِلا مرة واحدة وبمعنى (( العالم السُفلي )) : (لكي تجثو كُل ركبة بإسم يسوع كل ركبة مما في السماء وعلى الأَرض وتحت الأَرض) ( رسالة الى أَهل فيلبي 2 : 10 ) . ولَمَح بولس بعض التلميحات الى الدينونة الأَخيرة ليقول إِنَّ كُل إِنسان سينال ثوابه ، ولكنه دون أَن يأتي على ذكر مصير الأَشرار . وهذا بالضبط مايُفهم من كلامه في رسالته الى الرومانيين ( 2 : 5 - 12 ) المحكوم عليهم بالهلاك . إِنَّ هذا التكتم المطبق لدى من يُعتبر أَول لاهوتي في الكنيسة وتعتبر تعاليمه غنية جداً بموضوعات أخرى هو أَمر غريب جداً )). كتاب تاريخ جهنم ، جورج بنوا ، ص 48 ، تعريب انطوان هاشم ، الطبعة الأولى لسنة 1996 م ، منشورات : عويدات ، بيروت بل يُضيف جورج بنوا أَيضاً :(( إِنَّ الصمت نفسه نُلاحظه عند بطرس الذي تتحدث رسالته الأولى المؤرخة سنة 64 بإسهاب عن العالم الثاني ، ولكنها لا تذكر كلمة واحدة عن الجحيم . والفقرة التي تتحدث في رسالته الثانية عن الترتار (2: 4) هي إضافة مزيفة من القرن الثاني . ويُلاحظ التكتم ذاته في أَعمال الرسل المدونة حوالي سنة 80 )). .. هُنا لابُدَّ من التوقف عند إِحدى أَهم عقائِد الكنيسة وهي عقيدة نزول المسيح الى مملكة الأَموات ، فرُغم أَنَّ النصوص بهذا الصدد غير واضحة ولم يُحدد ماهيتها بالضبط فقد تم بناء عقيدة على أَساسها .. يقول جورج بنوا :(( والعبارة الوحيدة التي نجدها عند بولس ( روما 10 : 7 ، وأَهل افسس 4 : 10 - 8 ) وعند بطرس (الرسالة الأولى 3 : 19 - 20 ) تتحدث عن نزول مفترض قام به يسوع الى مملكة الأَموات مابين الجمعة العظيمة وأَحد الفصح . وترد العبارة كُل مرة بشكل غامض ولم ترد فيها كلمة جهنم وهي تعني على الأَرجح أَنَّ يسوع ذهب يُخلص الموتى الصالحين الذين ماتوا قبل مجيئه . ومع ذلك فإن عبارة (( النزول الى الجحيم )) التي أَصبحت رسمية في حين أَنها لم تظهر للمرة الأولى إِلا سنة 359 في الصياغة الرابعة لسيرميوم Sirmiuma من تأليف مارك دارِتوز . وسيشمل عليها ((رمز الرسل )) وهو مختصر قانون الإيمان الذي تكون في القرن الخامس في غاليا واسبانيا وأُدخل الى روما في القرن العاشر )).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق