تطور مفهوم جهنم العبرانية وصولاً للديانة الإسلامية 3
في هذه الحلقة من سلسلة (( تطور
مفهوم جهنم العبرانية وصولاً للديانة الإسلامية )) ، سنُناقش حالة الإنكار
التي تجتاح بعض المتأسلمين حول أَصل كلمة جهنم ، وكون أَصل تلك اللفظة عبري
. وإِنَّ محمد قد إِقتبس اللفظة دون الإنتباه للخلفية الثقافية لتلك
اللفظة .. في البداية دعونا نُعَرِف معنى جهنم ..يقول مجمع بحوث اللغة
العربية تحت كلمة ,, جهنم ,,:(( اسمٌ من أَسماء النار يُعذب بها الله من
إِستحق العذاب . ويقال بئر جهنم جهنام )) ..المعجم الوسيط - تأليف : مجمع
بحوث اللغة العربية ، الإدارة العامة للمعجمات واحياء التراث ، ص 144 ،
الطبعة الرابعة 2004 م ، الناشر : مكتبة الشروق الدولية .. إِذاً هذا هو
المعنى العام لجهنم .. فما هي إِذاً أَصل اللفظة وماهي حالة الإِنكار التي
تجتاح بعض المتأسلمين اللذين ينكرون أَصل اللفظة أَعجمي ، الحقيقة أَنني ها
هنا سأعطي نموذج واحد ..يقول المعلقون على هامش دائرة المعارف الإسلامية :
(( الدعوة بأَن كلمة ,, جهنم ,, العربية مأخوذة من العبرية دعوى لا دليل
عليها ، وإِن زعم ذلك بعض علمائنا الأقدمين )). موجز دائرة المعارف
الإِسلامية ، (ج 11 هامش صفحة 3254 ) المؤلفون : م . ت هوتسما ، ت . و .
أَرنولد ، ر. باسيت ، ر . هارتمان ، المحققون : ابراهيم زكي خورشيد ، أَحمد
الشنتاوي ، عبد الحميد يونس ، حسن حبشي ، عبد الرحمن الشيخ ، محمد عناني ,
الطبعة الأولى لسنة 1998 م ، الناشر : مركز الشارقة للإبداع الفكري ...في
البداية لاحظوا المصيبة الأولى وهي أَنهم يعترفون أَنَّ قُدامى علمائهم
قالوا أن اللفظة أَعجمية ، وهذا ما سنثبته اليوم بالأَدلة القاطعة ، في
البداية نذهب الى القواميس والمعجمات اللغوية القديمة ، يقول ابن منظور تحت
كلمة جهنم :((جهنم : الجهنام : القعر البعيد . وبئر جهنم وجهنام - بكسر
الجيم والهاء - : بعيدة القعر ، وبه سميت جهنم لبعد قعرها ، ولم يقولوا
جهنام فيها -;- وقال اللحياني : جهنام اسم أعجمي ، وجهنام اسم رجل ، وجهنام
لقب عمرو بن قطن من بني سعد بن قيس بن ثعلبة ، وكان يهاجي الأعشى ، ويقال
هو اسم تابعته -;- وقال فيه الأعشى : دعوت خليلي مسحلا ودعوا له جهنام جدعا
للهجين المذمم ، وتركه إجراء جهنام يدل على أنه أعجمي ، وقيل : هو أخو
هريرة التي يتغزل بها في شعره : ودع هريرة . الجوهري : جهنم من أسماء النار
التي يعذب الله بها عباده ، نعوذ بالله منها -;- هذه عبارة الجوهري ، ولو
قال : يعذب بها من استحق العذاب من عبيده كان أجود ، قال : وهو ملحق
بالخماسي ، بتشديد الحرف الثالث منه ، ولا يجرى للمعرفة ، والتأنيث ، ويقال
: هو فارسي معرب . الأزهري : في جهنم قولان : قال يونس بن حبيب وأكثر
النحويين : جهنم اسم النار التي يعذب الله بها في الآخرة ، وهي أعجمية لا
تجرى للتعريف والعجمة ، وقال آخرون : جهنم عربي سميت نار الآخرة بها لبعد
قعرها ، وإنما لم تجر لثقل التعريف وثقل التأنيث ، وقيل : هو تعريب " كهنام
" بالعبرانية -;- قال ابن بري : من جعل جهنم عربيا احتج بقولهم : بئر
جهنام ، ويكون امتناع صرفها للتأنيث والتعريف ، ومن جعل جهنم اسما أعجميا
احتج بقول الأعشى : ودعوا له جهنام ، فلم يصرف ، فتكون جهنم على هذا لا
تنصرف للتعريف والعجمة والتأنيث أيضا ، ومن جعل جهنام اسما لتابعة الشاعر
المقاوم للأعشى لم تكن فيه حجة -;- لأنه يكون امتناع صرفه للتأنيث والتعريف
لا للعجمة . وحكى أبو علي عن يونس : أن جهنم اسم عجمي -;- قال أبو علي :
ويقويه امتناع صرف " جهنام " في بيت الأعشى . وقال ابن خالويه : بئر جهنام
للبعيدة القعر ، ومنه سميت جهنم ، قال : فهذا يدل أنها عربية ، وقال ابن
خالويه أيضا : جهنام - بالضم - للشاعر الذي يهاجي الأعشى ، واسم البئر
جهنام - بالكسر .)). لسان العرب ، ابن منظور الأفريقي ( ج 12 ، ص 112 ) ،
رقم الطبعة : بلا ، سنة النشر: 2003 م ، الناشر : دار صادر ، بيروت
...في البداية لاحظوا مجموع المعلومات التي يوردها ابن منظور ، أَولاً : معظم عُلماء واساطين اللغة العربية قالوا بأَن اللفظة (أي جهنم ) أَعجمية ، ثانياً : كلمة جهنم ممنوعة من الصرف باللغة العربية ( وهذا أَحد الأَدلة على كون اللفظة غير عربية ) ، ثالثاً : مما يدل على كون الكلمة غير عربية وبعيدة عن ثقافة العرب ، هو عدم معرفة المسلمين بموقع جهنم ومن قال غير هذا فهو اجتهاد أَو رجمٌ بالغيب لأَن لا وجود لنص صحيح حديث أَو قرآن يدل على موقع جهنم ، يقول عمر سليمان الأَشقر :(( إِختلف العلماء في موقع النار الآن ، فقال بعضهم : هي في الأَرض السُفلى ، وقال آخرون : هي في السماء ، وقال آخرون بالتوقف في ذلك . وهو الصواب ، لعدم ورود نص صريح صحيح يُحَدِدْ موقعها ، ومن الذين توقفوا في هذا ، الحافظ السيوطي قال : ( ونقف على النار ، أَي نقول بالوقف أَي محلها حيث لا يعلمه إِلا الله ، فلم يثبت عندي حديث اعتمده في ذلك).كتاب اليوم الآخر 3- الجنة والنار : عمر سليمان الأَشقر ، ص 21 ، الطبعة: 7 - 1998م ، الناشر: دار النفائِس للنشر والتوزيع - الأردن ... رابعاً : كلمة ,,جهنم,, لامعنى لها باللغة العربية ولا إِشتقاق.. وهذا ما يعترف به علمائهم
، يقول د. صلاح عبد الفتاح الخالدي عن كلمة جهنم:(( وقال أَكثر النحويين : هي كلمة أَعجمية ، ليس لها اشتقاق ، ولا معنى في العربية ، وأطلقت اسماً على نار الله الموقدة التي يُعذب بها الله من يشاء . وهي ممنوعة من الصرف للعلمية والعُجمة ولكل فريق حُجته اللغوية ، ومع إِن القول بعربيتها وإِشتقاقها ليس بعيداً ، إِلا أَننا مع الفريق القائل بأعجميتها ، ولهذا ذكرناها ضمن ( الأسماء الأَعجمية في القرآن ) والله أَعلم ))...كتاب الأعلام الأَعجمية في القرآن تعريف وبيان ، د. صلاح عبد الفتاح الخالدي ، ص 87 ، الطبعة الأولى ، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ، دمشق
مصادر هذه المقالة : أَولاً : موجز دائرة المعارف الإِسلامية ، (ج 11 هامش صفحة 3254 ) المؤلفون : م . ت هوتسما ، ت . و . أَرنولد ، ر. باسيت ، ر . هارتمان ، المحققون : ابراهيم زكي خورشيد ، أَحمد الشنتاوي ، عبد الحميد يونس ، حسن حبشي ، عبد الرحمن الشيخ ، محمد عناني , الطبعة الأولى لسنة 1998 م ، الناشر : مركز الشارقة للإبداع الفكري ..ثانياً : المعجم الوسيط - تأليف : مجمع بحوث اللغة العربية ، الإدارة العامة للمعجمات واحياء التراث ، ص 144 ، الطبعة الرابعة 2004 م ، الناشر : مكتبة الشروق الدولية ..ثالثاً : لسان العرب ، ابن منظور الأفريقي ( ج 12 ، ص 112 ) ، رقم الطبعة : بلا ، سنة النشر: 2003 م ، الناشر : دار صادر ، بيروت..رابعاً : كتاب الأعلام الأَعجمية في القرآن تعريف وبيان ، د. صلاح عبد الفتاح الخالدي ، ص 87 ، الطبعة الأولى ، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ، دمشق .. خامساً : كتاب اليوم الآخر 3- الجنة والنار : عمر سليمان الأَشقر ، ص 21 ، الطبعة: 7 - 1998م ، الناشر: دار النفائِس للنشر والتوزيع - الأردن
...في البداية لاحظوا مجموع المعلومات التي يوردها ابن منظور ، أَولاً : معظم عُلماء واساطين اللغة العربية قالوا بأَن اللفظة (أي جهنم ) أَعجمية ، ثانياً : كلمة جهنم ممنوعة من الصرف باللغة العربية ( وهذا أَحد الأَدلة على كون اللفظة غير عربية ) ، ثالثاً : مما يدل على كون الكلمة غير عربية وبعيدة عن ثقافة العرب ، هو عدم معرفة المسلمين بموقع جهنم ومن قال غير هذا فهو اجتهاد أَو رجمٌ بالغيب لأَن لا وجود لنص صحيح حديث أَو قرآن يدل على موقع جهنم ، يقول عمر سليمان الأَشقر :(( إِختلف العلماء في موقع النار الآن ، فقال بعضهم : هي في الأَرض السُفلى ، وقال آخرون : هي في السماء ، وقال آخرون بالتوقف في ذلك . وهو الصواب ، لعدم ورود نص صريح صحيح يُحَدِدْ موقعها ، ومن الذين توقفوا في هذا ، الحافظ السيوطي قال : ( ونقف على النار ، أَي نقول بالوقف أَي محلها حيث لا يعلمه إِلا الله ، فلم يثبت عندي حديث اعتمده في ذلك).كتاب اليوم الآخر 3- الجنة والنار : عمر سليمان الأَشقر ، ص 21 ، الطبعة: 7 - 1998م ، الناشر: دار النفائِس للنشر والتوزيع - الأردن ... رابعاً : كلمة ,,جهنم,, لامعنى لها باللغة العربية ولا إِشتقاق.. وهذا ما يعترف به علمائهم
، يقول د. صلاح عبد الفتاح الخالدي عن كلمة جهنم:(( وقال أَكثر النحويين : هي كلمة أَعجمية ، ليس لها اشتقاق ، ولا معنى في العربية ، وأطلقت اسماً على نار الله الموقدة التي يُعذب بها الله من يشاء . وهي ممنوعة من الصرف للعلمية والعُجمة ولكل فريق حُجته اللغوية ، ومع إِن القول بعربيتها وإِشتقاقها ليس بعيداً ، إِلا أَننا مع الفريق القائل بأعجميتها ، ولهذا ذكرناها ضمن ( الأسماء الأَعجمية في القرآن ) والله أَعلم ))...كتاب الأعلام الأَعجمية في القرآن تعريف وبيان ، د. صلاح عبد الفتاح الخالدي ، ص 87 ، الطبعة الأولى ، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ، دمشق
مصادر هذه المقالة : أَولاً : موجز دائرة المعارف الإِسلامية ، (ج 11 هامش صفحة 3254 ) المؤلفون : م . ت هوتسما ، ت . و . أَرنولد ، ر. باسيت ، ر . هارتمان ، المحققون : ابراهيم زكي خورشيد ، أَحمد الشنتاوي ، عبد الحميد يونس ، حسن حبشي ، عبد الرحمن الشيخ ، محمد عناني , الطبعة الأولى لسنة 1998 م ، الناشر : مركز الشارقة للإبداع الفكري ..ثانياً : المعجم الوسيط - تأليف : مجمع بحوث اللغة العربية ، الإدارة العامة للمعجمات واحياء التراث ، ص 144 ، الطبعة الرابعة 2004 م ، الناشر : مكتبة الشروق الدولية ..ثالثاً : لسان العرب ، ابن منظور الأفريقي ( ج 12 ، ص 112 ) ، رقم الطبعة : بلا ، سنة النشر: 2003 م ، الناشر : دار صادر ، بيروت..رابعاً : كتاب الأعلام الأَعجمية في القرآن تعريف وبيان ، د. صلاح عبد الفتاح الخالدي ، ص 87 ، الطبعة الأولى ، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ، دمشق .. خامساً : كتاب اليوم الآخر 3- الجنة والنار : عمر سليمان الأَشقر ، ص 21 ، الطبعة: 7 - 1998م ، الناشر: دار النفائِس للنشر والتوزيع - الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق