الدين تحت مجهر العلم

الدين تحت مجهر العلم

Translate

الأربعاء، 18 نوفمبر 2015


نبوءات سطيح الكاهن وشق اليشكري
نبؤة سطيح الكاهن عن عصر الظهور وخروج الامام المهدي
يعتبر سطيح الكاهن والذي عاش في زمن ما قبل الاسلام اشهر كهان العرب في عصره , فقد بلغ من الكهانة ما لم يبلغه أحد , فكان يسمى بكاهن الكهان وذلك لاخباره بالغيوب والعجائب كما ينقل عنه المسعودي في أخبار آخر الزمان ص: 95,94 ط مصر سنة 1357هـ وسطيح هذا يدعى : ربيع بن ربيعة من بني ذئب بن عدي .
وتأتي أهمية نبؤة سطيح التاريخية هذه كونها قد جاءت على لسان أحد الاشخاص الذين سبقوا البعثة النبوية ولم يدركوها وكونها لاتختلف في شكلها ومضمونها عن بعض خطب الملاحم المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام , وكذلك لاحتوائها على بعض التفاصيل الهامة , بالاضافة للاشارة لمصدر التنبؤ بالمستقبل وذلك عندما سأله ملك اليمن ذا يزن والد سيف عن مصدر علمه هذا بعد ان اختبره فأجاب ( من قبل أخٍ جني , ينزل معي إذا نزلت ) , وكلنا يعلم ان بعض الجن قبل البعثة الاسلامية كانوا يستخدمون من قبل الكهان في استراق السمع كما اخبر بذلك القرآن الكريم في سورة الجن .
نص النبؤة :
روي أن ذا يزن الملك , ارسل إلى سطيح لأمرٍ لا شك فيه . فلما قدم عليه أراد أن يجرب علمه قبل حكمه فخبأ له دينارا تحت قدميه ثم أذن له فدخل فقال له الملك : ماخبأت لك ياسطيح ؟ فقال سطيح : حلفت بالبيت والحرم ، والحجر الاصم ، والليل إذا أظلم ، والصبح إذا تبسم ، وبكل فصيح وأبكم : لقد خبأت لي دينارا بين النعل والقدم . فقال الملك : من أين علمك هذا ياسطيح ؟ فقال : من قبل أخ لي جني ينزل معي إذا نزلت .
فقال الملك : أخبرني عما يكون في الدهر ، فقال سطيح : إذا غارت الاخيار وقادت الاشرار ، وكذب بالاقدار ، وحمل المال المال بالأوقار ، وخشعت الابصار لحامل الاوزار ، وقطعت الارحام ، وظهرت الطغام لمستحلي الحرام ، في حرمة الاسلام ، واختلفت الكلمة ، وعفرت الذمة ، وقلت الحرمة ، وذلك عند(منذ) طلوع الكوكب الذي يفزع العرب ، وله شبه الذنب ، فهنالك تنقطع الامطار ، وتجف
الانهار ، وتختلف الاعصار ، وتغلو الاسعار ، في جميع الاقطار .
ثم تقبل البربر بالرايات الصفر ، على البراذين البتر(السبر)، حتى ينزلوا مصر فيخرج رجل من ولد صخر ، فيبدل الرايات السود بالحمر ، فيبيح المحرمات ، و يترك النساء بالثدايا معلقات ، وهو صاحب نهب الكوفة ، فرب بيضاء الساق مكشوفة على الطريق مردوفة ، بها الخيل محفوفة ، قد قتل زوجها ، وكثر عجزها ، واستحل فرجها , فعندها يظهر ابن النبي المهدي ، وذلك إذا قتل المظلوم بيثرب ، وابن عمه في الحرم ، وظهر الخفي , فوافق الوسمي فعند ذلك يقبل المشوم , بجمعه الظلوم
فيطاهي ( فتظاهر) الروم ، ويقتل القروم ، فعندها يكسف الكسوف ، إذا جاء الزحوف ، وصف الصفوف, ثم يخرج ملك من اليمن ،من صنعاء أو عدن , أبيض كالقطن اسمه حسين أو حسن ، فيذهب بخروجه غمر الفتن ، فهناك يظهر مباركا زكيا ، وهاديا مهديا ، وسيدا علويا. فيفرج الناس إذا أتاهم عن (بمن) الله الذي هداهم ، فيكشف بنوره الظلماء ، ويظهر به الحق بعد الخفاء ، ويفرق الاموال في الناس بالسواء ، ويغمد السيف فلا يسفك الدماء ، ويعيش الناس في البشر والهناء ، ويغسل بماء عدله عين الدهر من القذى ويرد الحق على أهل القرى ، ويكثر في الناس الضيافة والقرى ، ويرفع بعدله الغواية والعمى ، كأنه كان غبارا فانجلى ، فيملا الارض عدلا وقسطا والايام حبا، وهو علم للساعة بلا امتراء .

قال المسعودي : بلغ سطيح من الكهانة ما لم يبلغه أحد ، وكان يسمى كاهن الكهان ، وكان يخبر بالغيوب والعجائب فقيل [ إن ] ربيعة بن نصر اللخمي رأى رؤيا هالته ، فأمر بجمع الكهان وأصحاب القيافة والزجر ، فلما حضروا عنده قال لهم إني رأيت رؤيا هالتني فأخبروني بها ، فقالوا له قصها علينا نخبرك بتأويلها ، فقال ما أطمئن إلى تأويلها إذا قصصتها عليكم ، ولا أصدق في تأويلها إلا من عرفها قبل أن أقصها عليه . فقال له رجل منهم : لا يفعل ذلك ويوثق بقوله إلا سطيح الذئبي وشق اليشكري ، فهما أعلم ، فأرسل إليهما ليقدما عليك . فقدم سطيح قبل شق ، وكان اسم سطيح ربيع بن ربيعة من بني ذئب بن عدي ، فأكرمه ربيعة بن نصر ، وقال له إني رأيت رؤيا هالتني ، وأريد أن تخبرني بها وبتأويلها . فقال سطيح : ( أقسم بالشفق ، والليل إذا غسق ، والطارق إذا طرق ، لقد رأيت حممة خرجت من ظلمة ، فوقعت في أرض تهمة ، فأكلت كل ذات جممة ) .

قال صدقت فما تأويلها ؟ قال أحلف بما بين الحرتين من حنش ، ليطأن أرضكم الحبش ، وليملكن ما بين أبين إلى جرش . قال ربيعة إن هذا لغائظ موجع ، فهل في زماننا ؟ قال لا بل بعده بحين أكثر من ستين أو سبعين ، يمضين من السنين ، ثم تقتلون بها أجمعين ، وتخرجون منها هاربين . قال فمن يلي ذلك منهم ؟ قال غلام رحب الفطرة من آل ذي يزن ، يخرج عليهم من عدن ، فلا يترك أحدا منهم باليمن . قال فما تصنع اليمن ؟ قال يملكها بعدهم [ قوم ذوو ] أخطار من رجال أحرار ، قال أفيدوم ذلك أو ينقطع ؟ قال بل ينقطع ، قال ومن يقطعه ؟ قال نبي ذكي أمين قوي ، يأتيه الوحي من قبل الواحد العلي : قال وممن هذا النبي ؟ قال من ولد غالب بن فهر بن مالك بن مضر ، يكون الملك في قومه إلى آخر الدهر . قال وهل للدهر من آخر ؟ قال نعم يوم انفطار السماء ، والوقوف للجزاء ، بالسعادة والشقاء . قال وأي يوم هو ؟ قال يوم يجمع فيه الأولون والآخرون ، ويسعد فيه المحسنون ، ويشقى فيه المسيئون . قال أحق ما تخبرنا به يا سطيح ؟ قال نعم والشفق ، والغسق ، والقمر إذا اتسق ، أن ما أنبأتك به لحق ) .

ثم قال المسعودي : ومن أخبار أيضا : أنه كان لعبد المطلب بن هاشم ماء بالطائف ، يقال له ذو الهدم ، فادعته ثقيف فجاؤه فاحتفروه ، فمنعهم عبد المطلب فعظم خصامهم ، فنافرهم عبد المطلب إلى سطيح ، فخرج عبد المطلب ومعه ابنه الحارث ، وخرج معه جماعة من قومه ، وخرج خصمه جندب بن الحارث في جماعة من ثقيف ، فلما كان في بعض الطريق نفد ماؤهم فطلبوا إلى الثقيفيين أن يسقوهم فلم يفعلوا ، فنزل عبد المطلب وأصحابه ، وهم لا يشكون أنه الموت ، ففجر الله عين ماء عذب من تحب جرات بعير عبد المطلب فشربوا واستقوا وحمد الله عزوجل عبد المطلب [ وشكره ] وساروا على طريقهم فنفد ماء الثقيفيين فسألوا عبد المطلب أن يسقيهم ففعل فقال له الحارث : لان أدخل سيفي في بطني أخف علي من أن أفعل ذلك ! قال له : يا بني اسقهم فان الكرم ثقيل الحمل ، فسقاهم . فساروا. فأتوا سطيحا فلما دخلوا عليه قالوا إنا أتيناك ونحتكم عندك في شئ وقع التخاصم بيننا فيه ، قال : احلف بالضوء والظلم ، والبيت ذي الحرم ، أن الدفين ذا الهدم ، لهذا العربي ذي الكرم ، فانصرفوا وقد قضى لعبد المطلب .

وأما شق اليشكري وكان حكيم العرب في الجاهلية ، وقد كان ربيعة بن نصر لما رأى رؤياه وجه إلى شق وسطيح ، فأتاه سطيح قبل شق ، وكان من جوابه ما قدمنا ذكره في أخبار سطيح ، فلما قدم عليه شق قال له : يا شق إني رأيت رؤيا هالتني فما هي ؟ وكتمه قول سطيح ، فقال له شق رأيت حممة ، خرجت من ظلمة ، فوقعت بين روض وأكمة فأكلت كل ذات نسمة ، قال : صدقت فما تأويلها ؟ قال : أحلف بما بين الحرتين من إنسان ، ليطأن أرضكم السودان ، وليغلبن على كل طفلة البنان ، وليملكن ما بين أبين إلى نجران . قال : أيكون في زماننا هذا ؟ قال : بل بعده بزمان ، ثم يستنقذكم عظيم ذو شان ، قال : وممن هو هذا العظيم ؟ قال : غلام من بيت ذي يزن ، فلا يترك أحدا منهم باليمن ، قال : فهل يدوم ذلك ؟ قال : ( بل ينقطع برسول يرسل ، يأتي بالعدل بين أهل الدين والفضل ، يكون الملك فيهم إلى يوم الفصل ) ([17])، قال : وما يوم الفصل ؟ قال : يوم يدعى من السماء بدعوات ، يسمع بها الأحياء والأموات ، ويجمع الخلق فيه للميقات ، يكون فيه لمن آمن الخير والخيرات ، ولمن كفر الويل والترحات ، قال : أحق ما تقول يا شق ؟ قال : إي ورب السماء والأرض ، وما بينهما من رفع وخفض ، أن ما أنبأتك به لحق محض ، ما فيه كذب ولا نقض ، فأجازه ربيعة بجائزة سنية ، ووصله وصرفه ) .

وذكر الطبري ذلك باختلاف يسير ففيه : (يوم يجزى فيه الولاة ، يدعى من السماء بدعوات ، يسمع منها الأحياء والأموات ، ويجمع فيه الناس للميقات ، يكون فيه لمن اتقى الفوز والخيرات . قال : أحق ما تقول ياشق ؟ قال : إي ورب السماء والأرض ، وما بينهما من رفع وخفض ، إن ما نبأتك لحق ما فيه أمض.)

ثم قال الطبري : ( فلما فرغ من مسألتهما وقع في نفسه أن الذي قالا له كائن من أمر الحبشة ، فجهز بنيه وأهل بيته إلى العراق بما يصلحهم وكتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرزاد فأسكنهم الحيرة ، فمن بقية ربيعة بن نصر كان النعمان بن المنذر ملك الحيرة ، وهو النعمان بن المنذر ابن النعمان بن المنذر بن عمرو بن عدى بن ربيعة بن نصر ذلك الملك في نسب أهل اليمن وعلمهم ) .


وفي تاريخ الطبري : أن تبعا خرج في العرب يسير حتى تحيروا بظاهر الكوفة وكان منزلا من منازله فبقى فيها من ضعفة الناس فسميت الحيرة لتحيرهم وخرج تبع سائرا فرجع إليهم وقد بنوا وأقاموا وأقبل تبع إلى اليمن وأقاموا هم ، ففيهم من قبائل العرب كلها من بنى لحيان وهذيل وتميم وجعفى وطيئ وكلب )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق